ما أعظم القلب !
المضغة التي بين جوانحنا .. ولكنها بقبضة ربنا جل جلاله .. يصرّفها كيف شاء .. بين إصبعين من أصابع الرحمن .. الجبار ! القاهر !
يا للضعف والكبر .. يا للغفلة والأمن ...
{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}
"وهذه الآية الكريمة فيها من التخويف البليغ، على أن العبد لا ينبغي له أن يكون آمنا على ما معه من الإيمان.
بل لا يزال خائفا وجلا أن يبتلى ببلية تسلب ما معه من الإيمان، وأن لا يزال داعيا بقوله: {يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك} وأن يعمل ويسعى، في كل سبب يخلصه من الشر، عند وقوع الفتن، فإن العبد ـ ولو بلغت به الحال ما بلغت ـ فليس على يقين من السلامة."*
{ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } ..
"إن ذلك خبر من الله عز وجل أنه أملك لقلوب عباده منهم , وإنه يحول بينهم وبينها إذا شاء , حتى لا يقدر ذو قلب أن يدرك به شيئا من إيمان أو كفر , أو أن يعي به شيئا , أو أن يفهم إلا بإذنه ومشيئته . وذلك أن الحول بين الشيء والشيء إنما هو الحجز بينهما , وإذا حجز جل ثناؤه بين عبد وقلبه في شيء أن يدركه أو يفهمه , لم يكن للعبد إلى إدراك ما قد منع الله قلبه إدراكه سبيل "**
فيارب افتح على قلوبنا .. واهدنا ثم اهدنا ثم اهدنا ..
يارب أزل عنها الدخَن .. واقبضنا وقلوبنا لك مقبلة ..
بثين
*تفسير السعدي
**تفسير الطبري
2 التعليقات:
() =*
اللهم ارزقنا قلوبا لك راجعه وعلى حولك وقوتك معتمده..
إرسال تعليق
حرفك ينير صفحتي ، شكراً لك ~